languageFrançais

أحمد شابير: عملية بن قردان درس لمن ينوي الإنضمام إلى الارهابيين

This browser does not support the video element.

قال الجنرال المتقاعد من الجيش الوطني أحمد شابير في برنامج ميدي شو اليوم الثلاثاء 8 مارس 2016 إنّ ما حدث في بن قردان لم يكن مفاجئا لأن عنصر المفاجأة الذي كانت تعتمده المجموعات الإرهابيّة انتهى بتكرر هجماتها، مضيفا أنّ جيشنا وأمننا في حالة استنفار منذ 5 سنوات وعلى أهبة الاستعداد لكلّ السيناريوهات.


وأكّد أنّ الهدف لم يكن افتكاك مدينة بن قردان لأنّهم يعلمون جيّدا عدم قدرتهم على ذلك بسبب تفاوت موازين القوى بينهم وبين أجهزة الدّولة "فقط يحاولون القيام باستعراض ويعتمدون المباغتة واستنباط طرق جديدة للمهاجمة".


وأوضح الجنرال المتقاعد أنّ هذه الجماعات لا تهمّها الخسائر البشرية وارتفاع عدد قتلاهم لن يثنيهم عن القيام بعمليّات أخرى، متابعا "بن قردان صفحة وستطوى لكن قد تحدث مستقبلا في مناطق أخرى لهذا يجب استخلاص الدروس واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة".


وأشار ضيف ميدي شو إلى أنّ الكميّة الكبيرة من الأسلحة المحجوزة تبيّن أنّ هذه المجموعة كانت تبحث عن إسناد شعبيّ للقيام بالهجمات الإرهابيّة وكانوا يعتقدون أنهم سيجدون حاضنة شعبية "لكن في تونس لا مكان لهم وما يقومون به مجرد محاولات يائسة".


وقال شابير إنّ ردّة الفعل في عملية بن قردان كانت قوية وفعالة وهو ما تستوجبه المرحلة، قائلا "لاّنه بهذه الطريقة سنتمكّن من القضاء على الإرهابيين وردع من ينوي الانضمام إليهم"، مضيفا "نجاح ثورة تونس جلب لها العديد من الأعداء والإرهابيون هم أداة لعدة مشاريع تكفيرية لكنهم لن ينجحوا في تونس لأننا بلد يرفض هذا الفكر المتطرف" على حدّ تعبيره.


وشدّد على أنّ عناصر قوة الدولة لا تقاس بالقوة العسكرية "لأنّنا نمتلك عناصر أخرى تتمثّل بالأساس في أنّنا مجتمع متعلّم يرفض الإرهاب والتطرف ومتجانس يمتلك مقومات الحياة الأساسية"، مضيفا تونس تمتلك من العنصر البشري والوسائل ما يكفي للتصدي لكل العمليات الإرهابية شريطة الحصول على إسناد شعبي لأنّ قواتنا لا يمكنها مراقبة كلّ المناطق والأحياء وهنا يبرز دور المواطن ووعيه في الإبلاغ عن كل معلومة مهما كانت بسيطة".


كما تحدّث أحمد شابير عن العقيدة العسكرية حيث لا يقيس الجندي نفسه بالتجهيزات المتوفّرة لديه بل بالتكوين الذي يغرس فيه روح القتال للذود عن الوطن، متابعا "حتى لو كنّا جيش تجنيد لا جيشا محترفا فإنّ كلّ جندي يحظى بالتدريب اللازم في المهام الموكولة إليه".


وقال ضيف ميدي شو ''تونس اليوم أمام جبهتين، الإرهاب والوضع الاقتصادي المتردّي، متابعا "نحن في حالة حرب والمواطنون غير شاعرون ... تونس في حرب استنزاف فحوالي 40 ألف جندي وأمني منتشرون على الميدان وهو ما يتطلّب نفقات هائلة إلى جانب ما يتطلّبه استخدام الدبابات والطائرات والتجهيزات من أموال ضخمة ... وكلما طالت الحرب سيتواصل الاستنزاف وعلى الدولة أن توضح هذا الأمر".


واعتبر أنّ الدولة لم تتخذ إجراءات جدية لخوض هذه الحرب لأنّ التضحيات مطلوبة من أعلى الهرم إلى أسفله، كما أنّ تونس في حاجة إلى المصالحة التي تضمّ الجميع على أن يأخذ القانون مجراه، على حدّ قوله.